الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد عظم الإسلام شأن الجار فقال الله سبحانه وتعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (النساء:36].
وفي الصحيحين واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه.
وإذا كان المسلم مأموراً بالإحسان إلى إخوانه المسلمين والصبر على أذيتهم ومقابلة السيئة بالحسنة، فالجار أولى الناس بذلك خاصة إذا كان هذا الجار قريباً ورحما، لأنه له ثلاثة حقوق، حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار، كما نص عليه أهل العلم، وعلى هذا فنقول لهذه الأخت السائلة: عليك بالصبر وعدم الانفعال خاصة أن الذي تشكين منه أمره سهل، فلا يحملنك حبك لأولادك إلى مخالفة الشرع في نفسك بتعريضها للأمراض كلما حدث شجار بين أطفالك وأبناء عمومتهم، فليس في الأمر ما يستدعي هذا الهم والعصبية، لأن من عادة الأطفال عند التلاقي الشجار ثم التراضي، هذا إن كان الشجار يحدث عفوياً وبدون تحريض من ذويهم، أما إن كان يتم من أهلم فإنهم بذلك قد ارتكبوا إثماً وأساءوا حق الجوار، فإن رأيت أنه لا فائدة من نصحهم فلا مانع أن تطلبي من زوجك الرحيل عن ذلك المكان إلى مكان آخر حفاظاً على بقاء الود بين الأسرتين معاً.
والله أعلم.