الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقولك: " لدينا إمام يفرض نفسه على الناس"، إن كان معناه أنه تغلّب على الإمامة، وهو لا يستحقها، فإن إمامته مكروهة، والصلاة خلفه صحيحة. ولا تبطل صلاة المأمومين إذا تركوه، وقدّموا غيره. جاء في المجموع للنووي: تكره إمامته إذا كرهوه لمعنى مذموم شرعا، كوالٍ ظالم، وكمن تغلَّب على إمامة الصلاة، ولا يستحقها، أولا يتصون من النجاسات، أو شبه ذلك، فإن لم يكن شيء من ذلك، فلا كراهة، والعتب على من كرهه، وحيث قلنا بالكراهة، فهي مختصة بالإمام، أما المأمومون الذين يكرهونه، فلا يكره لهم الصلاة وراءه. اهـ.
أما قول الإمام المذكور: "سمع الله لمن حمده يارب" لا يبطل صلاته، ولا صلاة المأمومين خلفه.
قال ابن قدامة في المغني: النوع الثاني أن يأتي فيها بذكر، أو دعاء لم يرد الشرع به فيها، كقوله آمين رب العالمين : وقوله في التكبير: الله أكبر كبيرا - ونحو ذلك، فهذا لا يشرع له السجود؛ لأنه روي عن النبي -صلى الله عليه و سلم- أنه سمع رجلا يقول في الصلاة: الحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا، ويرضى، فلم يأمره بالسجود. اهـ.
والله أعلم.