الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحن أثبتنا العينين لله عز وجل في الفتوى المشار إليها وذلك استنادا إلى الآية الكريمة، وهناك أدلة أخرى في السنة، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور، إلا أن المسيح الدجال أعور عين اليمين كأن عينه عنبة طافية، وإنما اقتصرنا في الفتوى السابقة على الآية الكريمة لأنها محل سؤال السائل، وبعد بيان إثبات العينين لله جل وعلا دون تشبيه ولا تعطيل بينا المقصود بقوله تعالى: [تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا] (القمر: 14) وأن المقصود بذلك جريها تحت نظر الله ورعايته، ومن معاني الباء في اللغة العربية المصاحبة، وليس المعنى أنها تجري في داخل عيني الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، وليس هذا هو الظاهر من النص حتى نحتاج إلى تأويله، فقول أهل السنة في تفسير الآية: تجري بمرأى منا ليس تأويلا، بل هو الظاهر، فإن أصر مصر على أن هذا تأويل قلنا هذا تأويل دليله هو ما اتفقت عليه النصوص الشرعية وأجمع عليه أهل العلم عن تنزيه الله تعالى عن مخالطة الخلق أو حلولهم فيه، بل هو العلي الأعلى البائن بنفسه عن جميع مخلوقاته، مع إثبات العينين لله تعالى من الآية.
والله أعلم.