الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتما بترك المحادثة بينكما؛ فمحادثة الأجنبية محرمة، فلا تجوز إلا عند الحاجة، وبقدر الحاجة، مع مراعاة الضوابط الشرعية، وللمزيد يمكن مطالعة الفتوى: 321541، والفتوى: 21582.
وما كان بينكما من مواعدة على الزواج، لا حرج فيها، والأفضل الوفاء بذلك ما أمكن، هذا مع العلم بأن الوفاء بالوعد مستحب في قول جمهور الفقهاء، وليس بواجب، وهو الراجح، كما بينا في الفتوى: 17057.
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا يعاقب على ذنب تاب منه، قال ابن تيمية: ونحن حقيقة قولنا إن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعًا، ولا قدراً. انتهى.
وعلى فرض كون المرء لم يتب، فلا يعني ذلك أن العقوبة لازمة له، فإن كانت بداية الزواج علاقة محرمة، فلا يلزم من ذلك أن يكون هذا الزواج فاشلًا.
وأما كون الدعاء يمكن أن يرد البلاء فنعم، يدل على ذلك ما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال-: لا يرد القدر إلا الدعاء.
والدعاء من أعظم أسباب الرزق، وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا، متقبلًا. وهنالك غيره الكثير من أسباب الرزق، سبق ذكرها في الفتوى: 112334.
ولا شك في أنه إن أمكنك التوفيق بين العمل والدراسة، فهو أمر حسن، حتى يتيسر لك الوفاء بوعدك والزواج منها، فإن لم يتيسر ذلك، فننصحك بالتركيز على دراستك لتوفق فيها، ويكون ذلك سببًا لوجود وظيفة تعينك في الحصول على كسب تستعين به في أمر الزواج.
والله أعلم.