الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن ما ذكرته من الدعاء، أو الإشارات، ونحوها ليس طريقا شرعيا لمعرفة الحكم الشرعي، ولا يجوز الاعتماد عليها في معرفة الحلال، والحرام.
بل الواجب على العامي أن يسأل أهل العلم، قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل: 43}.
قال ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله»:
فإن العامة لا بد لها من تقليد علمائها عند النازلة تنزل بها؛ لأنها لا تتبين موقع الحجة، ولا تصل؛ لعدم الفهم إلى علم ذلك؛ لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها، إلا بنيل أسفلها، وهذا هو الحائل بين العامة، وبين طلب الحجة، -والله أعلم-، ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المرادون بقول الله -عز وجل- {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل: 43]، وأجمعوا على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بميزه بالقبلة، إذا أشكلت عليه، فكذلك من لا علم له، ولا بصر بمعنى ما يدين به لا بد له من تقليد عالمه، وكذلك لم يختلف العلماء أن العامة لا يجوز لها الفتيا، وذلك -والله أعلم- لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل، والتحريم، والقول في العلم. انتهى.
والله أعلم.