الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالالتزام بشروط التعاقد المحددة من قبل جهة العمل أمر واجب؛ لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}.
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: المسلمون على شروطهم.. رواه البخاري تعليقاً. وأبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.
وقول القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم، وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
وعلى ذلك فأخذ راتب أيام لم يحضرها الموظف دون إذن ممن هو مخول بالإذن لا يجوز.
فيجب عليك أن ترد ما أخذته من راتب تلك الأيام التي لم تحضرها بدون إذن، ولا يجوز أن تتبرع به إلى أي جهة، ما دمت قادراً على رده إلى جهة العمل ولو بطرق غير مباشرة.
وراجع في ذلك الفتوى: 127515.
وإذا كان إخبارك بالواقع سيسبب بعض المشاكل، فيجوز لك أن ترد مقابل الأيام التي تغيبت عنها بأي سبيل تيسر لك، ولا يشترط أن تخبر المدير أو غيره بالسبب، فالمهم أن يرجع المال للشركة.
والله أعلم.