الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بيَّنَّا في فتاوى سابقة أن الأصل عدم جواز تزوير الوثائق للحصول على عمل ما، وذلك يشمل شهادة العمل، وشهادة الخبرة، وغيرها من الشهادات، لقول الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثاً؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل .....اهـ من الفتح.
وبناء عليه؛ فلا يجوز تزوير هذه الوثيقة، فحاول أن تبحث عن جهة عمل لا تشترطها.
وننصحك بعدم السفر لدول الكفر، وأن تحرص على البقاء في بلد مسلم، وأن تستعين بالله -تعالى- في تحصيل وظيفة مناسبة، وتذكَّر قول الله -تعالى-: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 2ـ 4}.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله -عزَّ وجلَّ-، إلا أعطاك الله خيرًا منه. رواه أحمد، وصححه الألباني، وراجع الفتوى: 290545.
والله أعلم.