الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالبسملة لا تسبق النية، بل النية سابقة على جميع أفعال الوضوء، واجباتها، ومستحباتها، فينوي أولا، ثم يشرع في أفعال الوضوء، ولو تقدمت التسمية على النية لم يجزئ ذلك عند الحنابلة الموجبين للتسمية، وفاتت سنة التسمية في الوضوء عند الجمهور القائلين بسنيتها؛ لأنها -والحال هذه- وقعت بلا نية الوضوء، والحاصل أنه يقدم النية، ثم يسمي، ثم يغسل كفيه ثلاثا، ثم سائر أفعال الوضوء.
قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَيَجِبُ الْإِتْيَانُ بِهَا)، أَيْ بِالنِّيَّةِ (عِنْدَ أَوَّلِ وَاجِبٍ) فِي الْوُضُوءِ، أَوْ الْغُسْلِ، أَوْ التَّيَمُّمِ، أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الْعِبَادَاتِ؛ لِأَنَّ النِّيَّةَ شَرْطٌ لِصِحَّةِ وَاجِبَاتِهَا، فَيُعْتَبَرُ كَوْنُهَا كُلُّهَا بَعْدَ النِّيَّةِ، فَلَوْ فَعَلَ شَيْئًا مِنْ الْوَاجِبَاتِ قَبْلَ النِّيَّةِ لَمْ يُعْتَدَّ بِهِ.(وَهُوَ)، أَيْ أَوَّلُ وَاجِبٍ فِي الْوُضُوءِ، وَالْغُسْلِ، وَالتَّيَمُّمِ (التَّسْمِيَةُ)؛ لِحَدِيثِ «لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ»؛ لِأَنَّ مَنْ ذَكَرَهَا فِي الْأَثْنَاءِ، إنَّمَا ذَكَرَهَا عَلَى الْبَعْضِ لَا عَلَى الْكُلِّ. انتهى.
والله أعلم.