الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحد المرض المبيح للفطر قد بيناه في الفتوى: 126657، وما ذكرته من الشعور بالخمول، والإعياء، ونحوه ليس مما يبيح الفطر -فيما نرى- فمجرد الإعياء، والشعور بالتعب أمر يشعر به أكثر الناس، وليس هذا مسوغا للفطر، فعليك أن تتسحري جيدا، وتنظمي ساعات نومك، بحيث تقضين مصالح بيتك وقت نشاطك قبل أن يصيبك التعب، وعليك أن تصبري، وتحتسبي تعبك عند الله -عز وجل-، فإن أجرك على قدر مشقتك، ونصبك، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: إن لك من الأجر على قدر نصبك، ونفقتك. أخرجه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد، لكن إن كان مرضك يزيد بالصوم، أو كان البرء يتأخر، فهذا هو العذر المبيح للفطر، فعليك أن تراجعي الطبيبة المسلمة الثقة، فإن أخبرتك بأن المرض يزيد، أو يتأخر الشفاء بسبب الصوم، فلك أن تترخصي بالفطر -والحال هذه-، وأما مجرد الشعور بالخمول، والإعياء، فليس عذرا مبيحا للفطر؛ كما بينا.
والله أعلم.