الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقرر في النصوص الشرعية أن أحدا لا يؤجر على عمل إلا بنية، قال صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه.
وجاء في الحديث: لا أجر إلا عن حسبة، ولا عمل إلا بنية. رواه في مسند الفردوس عن أبي ذر، وضعفه الألباني.
قال الصنعاني في شرح الجامع الصغير: لا أجر لعامل إلا عن حسبة، عمن طلب الثواب من الله: ولا عمل إلا بنية، فكل عمل لا بد له من أمرين: النية بأنه يريد بها وجه الله، والاحتساب عنده تعالى والاعتداد.انتهى.
والنية تتبع العلم، فمن جهل أن كذا من السنة لم يمكنه أن ينويه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فَإِنَّ النِّيَّةَ تَتْبَعُ الْعِلْمَ، فَمَنْ عَلِمَ مَا يُرِيدُ فِعْلَهُ نَوَاهُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ، وَأَمَّا إذَا لَمْ يَعْلَمْ الشَّيْءَ فَيَمْتَنِعُ أَنْ يَقْصِدَهُ. انتهى.
وإذا تقرر هذا، فمن عمل عملا يجهل كونه من السنة، ولم ينو به التقرب إلى الله تعالى، فلا يكون مثابا عليه، لعدم النية التي هي شرط الثواب.
وعليه؛ فينبغي لكل مسلم أن يحرص على تعلم العلم النافع، لئلا تفوته كثير من الأجور التي يسهل تحصيلها.
والله أعلم.