الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك، ويعافيك، ويهديك لأرشد أمرك، ويصلح حالك وحال أبيك، واعلم أنك إن كنت غير قادر على الكسب، ولا مال لك؛ فالواجب على أبيك -إن كان موسرا- أن ينفق عليك بالمعروف، ويوفر لك ما تحتاجه من الدواء، من غير منّ ولا أذى، وعليه التسوية بين أولاده في الهبات والعطايا؛ ما لم يكن لبعضهم حاجة تقتضي تفضيله، وراجع الفتوى: 372439
لكن عليك برّ أبيك والإحسان إليه، ولا يسقط حقّه في البرّ بظلمه، أو إساءته إليك، ولا يجوز لك أن تخاطبه بمثل ما ذكرته في سؤالك بما فيه من سوء الأدب، والعقوق البين، فتب إلى الله تعالى من العقوق، واسترض والدك، فحقه عليك عظيم، والواجب مخاطبته بالأدب، والرفق، والتوقير، قال تعالى: .. فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23-24}
وراجع الفتوى: 114460.
والله أعلم.