الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن التصدق بتوصيلات المياه، ونحوها مما ينتفع به، وتبقى عينه، يعتبر صدقة جارية، فكل ما يوقف على وجوه الخير، فهو من الصدقة الجارية.
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
وفي نهاية المطلب للجويني: قال العلماء: الصدقةُ الجارية: هي الوقف على وجوه الخير .اهـ.
وفي مرقاة المفاتيح للقاري: (جارية): يجري نفعها، فيدوم أجرها، كالوقف في وجوه الخير، وفي الأزهار قال أكثرهم: هي الوقف، وشبهه مما يدوم نفعه، وقال بعضهم: هي القناة، والعين الجارية المسبلة. قلت: وهذا داخل في عموم الأول، ولعلهم أرادوا هذا الخاص، لكن لا وجه للتخصيص .اهـ.
والله أعلم.