الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن شروط التوبة أن الذنب إن كان متعلقا بحق آدمي، فلا بد من التحلل منه، فمن علمت أن له حقا عليك، ولم يكن في التحلل منه مفسدة، فعليك أن تتحلل منه، فإن كان في ذلك مفسدة كحصول شقاق، وعداوة يسعى الشرع لتقليلها، فمن العلماء من يرى أنك تستغفر له، وتدعو له بخير، ويكفيك هذا مع التوبة النصوح، وانظر الفتوى: 171183
وإذا جهلت عين أصحاب الحقوق عليك فدعوت بهذا الدعاء العام لهم كان ذلك نافعا -إن شاء الله- ورجي أن يكون ذلك سببا في تخفيف الله عنك، أو تجاوزه عن تلك الحقوق، وتعويض أصحابها من واسع فضله، ويجوز لك أن تدعو بهذا الدعاء لنفسك، ولغيرك من المسلمين، فإنه دعاء لا محظور فيه، ولا اعتداء، ثم إن الله قد يستجيب هذا الدعاء منك، وقد لا يستجيب، فالمرد إلى مشيئته سبحانه، لكنه دعاء حسن بكل حال، لن تعدم منه خيرا.
والله أعلم.