الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكره السائل ليس حديثاً نبوياً بل هو من كلام العلامة ابن القيم رحمه الله: والإنسان بعد ولادته يمر بثلاث مراحل من الحياة، أولها: الحياة الدنيا، وثانيها: الحياة البرزخية، وثالثتها: الحياة الأخرى، وهي ما بعد قيام الساعة، ولكل واحدة من هذه الثلاث طبيعتها الخاصة بها.
فالحياة الدنيا معروفة، وأما الحياة البرزخية فهي فترة زمنية تمر على كل ميت، مسلم أو كافر، ويجري خلالها فتنة القبر وهي سؤال الملكين، ثم النعيم أو العذاب.
والحياة في البرزخ مغايرة للحياة في الدنيا، وللروح فيها تعلق بالبدن لا ندرك كيفيته، ولا يعلم حقيقة هذه الحياة وكيفيتها إلا الله.
وأما دار القرار فهي إما الجنة أو النار، وسميت دار القرار لكونها دائمة لا تنقطع، ومستمرة لا تزول.
وقد ذكر العلامة السفاريني في لوامع الأنوار نقلا عن ابن القيم في كتاب الروح: أن أحكام الدنيا تقع على البدن أصالة والروح تبع له، وفي البرزخ تقع على الروح أصالة والبدن تبع لها، فإذا كان يوم القيامة، وقع العذاب والنعيم على الروح والبدن معاً أصالة. 2/21.
وهذا يدل على التغاير بين ما يحصل للمرء في كل دار من هذه الدور من نعيم أو عذاب.
والله أعلم.