الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الأيام -نعني عشر ذي الحجة- هي أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح كله مستحب فيها، كما في حديث ابن عباس عند البخاري: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر.
وليس صومها واجبا، وإن كان مستحبا لمن قدر عليه، فإن كان الصوم يضر بك، ويمنعك بعض مصالحك الدنيوية، فصومي ما تقدرين عليه من الأيام، خاصة يوم عرفة، وأكثري من العمل الصالح في تلك الأيام، وخاصة الذكر، والدعاء، وكذا تلاوة القرآن، والصلاة، والصدقة، وكل ما يتقرب به إلى الله تعالى، فإن العمل الصالح ولو مفضولا في هذه الأيام يكون أفضل من العمل الفاضل في غيرها، واعلمي أن ربك تعالى شكور يقبل القليل، ويثيب عليه الثواب الكثير، فافعلي ما تقدرين عليه من الخير عالمة أن الله لا يضيع أجر المحسنين.
والله أعلم.