الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسواك سنة مؤكدة، نقل ابن قدامة اتفاق أهل العلم على ذلك، قال: لحث النبي صلى الله عليه وسلم ومواظبته عليه، وترغيبه فيه وندبه إليه. انتهى.
وليس هناك ما يدل على منعه في المسجد بل قد رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند كل صلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. رواه مسلم.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى الكبرى عن السواك، وتسريح اللحية في المسجد، هل هو جائز أم لا؟ فقال: أما السواك في المسجد، فما علمت أحداً من العلماء كرهه، بل الآثار تدل على أن السلف كانوا يستاكون في المسجد، ويجوز أن يبصق الرجل في ثيابه في المسجد، ويمتخط في ثيابه باتفاق الأئمة، وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، بل يجوز التوضؤ في المسجد بلا كراهة عند جمهور العلماء، فإذا جاز الوضوء فيه، مع أن الوضوء يكون فيه السواك وتجوز الصلاة فيه، والصلاة يستاك عندها، فكيف يكره السواك؟ وإذا جاز البصاق والامتخاط فيه، فكيف يكره السواك؟.... انتهى كلامه رحمه الله.
وما ذكر من علة لمنع السواك في المسجد من كونه لتنظيف الأسنان جوابه أن السواك كما أنه لتنظيف الأسنان فإن فيه مرضاة للرحمن، وهو عبادة من أجل العبادات، فقد روى النسائي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب.
والله أعلم.