الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من حق الرجل الذي استأجرت منه هذه الأرض أن يضايقك هذه المضايقات حتى يضطرك إلى قبول ما لم يكن متفقا عليه في العقد بينكما، وليس له أن يطلب منك الإيجار كله مقدما مخالفا لما اتفقتما عليه، وليس من خلق المسلم ما قام به من تحريض أصحاب المحلات، ولا هو مستحق أن ينتزع منك الأرض والدكاكين قبل أن ينتهي أمد الإيجار، وكل هذا إخلال بالعقد، والله تعالى أمر بالوفاء به, قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة: 1].
وأنت مع كل هذا تقيم في بلد إسلامي توجد فيه محاكم شرعية، فما عليك إلا أن تبادر إلى هذه المحاكم وتعرض عليهم قضيتك وتصحب إليهم ما عندك من البينات والوثائق والبراهين الدالة على صدقك في حجتك، فإنما جعلت المحاكم لتحقيق الحق وإبطال الباطل.
وأما الذي ذكرته من حال هذا الرجل الذي طلب منك اسم الشخص الذي بينك وبينه تلك المظالم، وطلب منك أن تنظر في وجهه وتقرأ الآيات، إنما يدل على أنه من أصحاب الدجل والشعوذة، وأصحاب الدجل والشعوذه قد يستعينون ببعض آيات القرآن، ولكنهم يخلطون معها أشياء غير مفهومة.
ويستعينون بأناس من الجن، وكل ذلك محرم ، وراجع فيه الفتوى رقم: 6347، فلا تصدقه فيما يقول ولا تفعل شيئا مما أمرك به، فإن ضياع المال أهون بكثير من مخالفة أوامر الله، مع أنك في سعة طالما أنك تقيم في بلد إسلامي كما بينا.
والله أعلم.