الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب عليك تنفيذ وصية الوالد في التدرب وبناء العضلات؛ لأن الوصية التي يجب الوفاء بها شرعًا هي الوصية بالمال، وليس بغيره من الأمور المستحبة أو المباحة التي لا تتعلق بالأموال.
قال الخطيب الشربيني -رحمه الله تعالى- في كتابه (مغني المحتاج) في بيان حقيقة الوصية في الشرع: تَبَرُّعٌ بِحَقٍّ مُضَافٍ وَلَوْ تَقْدِيرًا لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ. انتهى.
ومع ذلك فإن كان بإمكانك تنفيذ ما أوصاك به أبوك بلا ضرر عليك فهو أمر حسن، فمن تمام بر الأبناء بوالديهم أن ينفذوا وصاياهم بعد وفاتهم، ما لم يكن فيها مخالفة شرعية.
فعن أبي أُسَيدِ مالكِ بنِ ربيعة السَّاعدىِّ، قال: بينا نحنُ عندَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءهُ رجل مِن بني سَلِمةَ، فقال: يا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: هل بقي مِن بِرِّ أبوَيَّ شيء أبَرُهما به بعدَ موتهما؟ قال: نعم، الصلاةُ عليهما، والاستغفارُ لهما، وإنفاذُ عهدِهِما من بعدِهِمَا، وصِلَةُ الرحِمِ التي لا توصَلُ إلا بهما، وإكرامُ صَدِيقِهما. رواه أبو داود.
والله أعلم.