الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الشرع أمرنا بطلب ما ينفعنا من أمورنا الدينية والدنيوية.
أخرج الإمام أحمد في مسنده، والإمام في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ.
احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.
ولا شك أن مطالبتك بحقوقك كاملة من هذه الشركة، أو تحولك عنها إلى شركة أنفع لك وأجدى، داخلٌ في ما أمر به الشرع من الحرص على المنفعة المباحة، والتسبب المأمور به في تحصيل الرزق، كما قال الله تعالى: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [سورة الملك: 15].
وليس في ذلك اعتراض على قدر الله، فإنك تفر بهذا من قدر الله، إلى قدر الله، وتدفع القدر بالقدر.
والاستخارة في مثل هذا مشروعة، وراجع الفتوى: 25038.
والله أعلم.