الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع بعد البحث على ما يفيد صحة هذا، ولكن ثبت في عقوبة المغتاب حديثُ أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاسٍ، يخمشونَ بها وجُوهَهُم وصدُورَهُم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلُون لحومَ الناس، ويقعونَ في أعراضِهِم. أخرجه أبو داود.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قال في مؤمن ما ليس فيه، أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حتى يخرج مما قال. رواه أحمد وأبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم: من حمى مؤمنا من منافق يَعِيبُهُ، بعث الله -تبارك وتعالى- ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنا بشيء يريد به شينه، حبسه الله -تعالى- على جسر جهنم حتى يخرج مما قال. رواه أحمد وأبو داود.
وثبت في تحريم ذكر المرء بما فيه، وبما ليس فيه، ما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّهُ.
والله أعلم.