الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الاسم (دين) قد يؤدي إلى التَّطيُّر إذا نُفِيَّ وجوده، وذلك أنه قد يقال: هل هنا (دين)، أو أعندك دين؟ فيقول: لا، فحينئذ قد يؤدي ذلك إلى التشاؤم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا أَفْلَح، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلَا يَكُونُ. فَيَقُولُ: لَا. أخرجه مسلم من حديث سمرة بن جندب.
قال الطيبي في شرح مشكاة المصابيح: معنى هذا أن الناس يقصدون بهذه الأسماء التفاؤل؛ لحُسن ألفاظها ومعانيها.
وربما ينقلب عليهم ما قصدوه إلى الضد إذا سألوا، فقالوا: أثم يسار أو نجيح؟ فقيل: ((لا)) فيتطيروا بنفيه، وأضمروا اليأس من اليُسر وغيره، فنهاهم عن السبب الذي يجلب سوء الظن والإياس من الخير. انتهى.
وقال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: فإن هذه الأسماء لما كانت قد توجب تطيراً تكرهه النفوس، ويصدها عما هي بصدده، كما إذا قلت لرجل: أعندك يسار، أو رباح، أو أفلح؟ قال: لا، تطيرت أنت وهو من ذلك، وقد تقع الطيرة لا سيما على المتطيرين، فَقلَّ من تطير إلا ووقعت به طيرته، وأصابه طائره...
اقتضت حكمة الشارع، الرؤوف بأمته، الرحيم بهم، أن يمنعهم من أسباب توجب لهم سماع المكروه أو وقوعه، وأن يعدل عنها إلى أسماء تحصل المقصود من غير مفسدة.
هذا أولى، مع ما ينضاف إلى ذلك من تعليق ضد الاسم عليه، بأن يسمى يساراً من هو من أعسر الناس، ونجيحاً من لا نجاح عنده، ورباحاً من هو من الخاسرين، فيكون قد وقع في الكذب عليه، وعلى الله. اهـ.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتويين: 473239، 122541.
وعليه؛ فالأولى عدم تسمية المولود به، والأفضل التسمية بالأسماء ذات المعاني الحسنة التي لا تحتمل معنى منهيًا عنه، فإن للأسماء تأثيرًا على المسميات.
وقد سبق أن بينا ضابط الأسماء المشروعة في الفتوى: 155155، كما بينا ضابط الأسماء الممنوعة والمكروهة في الفتوى: 12614.
والله أعلم.