الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان أخوك على هذه الحال، فهو عاص لربه، ومفرط في حق خلقه، بل وفي حق والديه، وذوي رحمه، فهذه الأمور التي يقوم بها تعتبر من الموبقات من استعمال المخدرات، والعقوق وقطيعة الرحم.
وتراجع الفتاوى: 328864، 25001، 13912.
نسأل الله -عز وجل- لأخيكن التوبة والهداية، ونوصيكن بكثرة الدعاء له أن يصلح الله حاله؛ فإن ربنا سميع مجيب، وهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر: 60}.
ويمكن مراجعة الفتوى: 119608، ففيها بيان آداب الدعاء، وأسباب إجابته.
وإن كنت أنت وأخواتك مستأجرات لهذا البيت، فلا حرج عليكن في الامتناع عن سكن أخيكن معكن، وخاصة إن كان على حال يخشى منه بسببها ضرر؛ لأن صاحب الملك له أن يتصرف في ملكه بما يشاء، والمستأجر مالك للمنفعة مقابل العوض الذي يدفعه.
قال البهوتي الحنبلي في كشاف القناع، وهو يبين علة جواز إجارة المستأجر العين المؤجرة لآخر: لأن المنفعة لما كانت مملوكة له، جاز له أن يستوفيها بنفسه ونائبه... انتهى.
ولا تجب طاعة الأم في أمرها بالسماح له بالسكن معكن في حال خشية الضرر، وليتلطف معها؛ لتتفهم ذلك وتقبله، وإن لم يخش منه ضرر، وكان في سكناه في البيت مصلحة للوالدين، أو أحدهما؛ فالظاهر وجوب الطاعة في هذه الحالة بناء على الضابط الذي ذكره العلماء في أمر طاعة الوالدين. وتراجع الفتوى: 76303.
وينبغي على كل حال عدم التعجل في اتخاذ قرار رفض سكناه معكن، خاصة وأن المرجو أن يخرج من هذا التأهيل صالحا تائبا من ماضيه، ونؤكد على ما ذكرناه سابقا من أهمية الدعاء له.
والله أعلم.