الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حرصك على البر بوالديك، ونسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك، وأن يرزقك رضاهما. ونوصيك بدعاء الله -سبحانه- أن يصلح الحال بينك وبين والديك وإخوانك، فالله على كل شيء قدير، وقلوب العباد بين يديه يقلبها كيف يشاء.
وينبغي أن تستشعر أن ما قمت به من دفع تكاليف سفر والديك للعمرة أجره عند الله، وأنه سبحانه لا يضيع أجر المحسنين، فقد قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {الزلزلة: 7}. وإن جحدا قيامك بذلك، فهذا أمر سيئ، وردٌّ غير جميل، والغالب في الوالدين الشفقة على أولادهما والحرص على ما فيه مصلحتهم، واجتناب ما يضرهم ويؤذيهم، فإن رأيت منهما شيئًا من سوء التصرف معك، فاصبر عليهما، والتمس السبب الذي دعاهما لذلك، فربما يكون بسبب تصرف منك أساءا فهمه، أو تقصير منك في جانب آخر ونحو ذلك، واعمل على معالجة كل سبب بما يناسبه من الحل، ويمكنك -أيضًا- أن تستعين ببعض المقربين إليهما عند الحاجة لذلك. وقد أحسنت بحرصك على البر بهما؛ فحقهما في البر لا يسقط مهما صدر عنهما من إساءة، وانظر الفتوى: 299887.
وإن كان إخوتك أو أخواتك يتسببون في الفتنة والتفريق بينك وبين والديك، فهذا منكر عظيم، وهو من صفات السحرة والشياطين الذين يسعون في التفريق بين الأحبة، وينبغي نصحهم وتذكيرهم بالله، فإن تركوا هذا التصرف فالحمد لله، وانظر الفتوى: 58252.
نسأل الله تعالى أن يصلح حالكم جميعًا، ويرزقكم العافية من كل بلاء، ويجعل العلاقة بينكم في أحسن حال من الألفة والمودة.
والله أعلم.