الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن الإسلام لا يعترف بالعلاقات بين الرجال والنساء خارج حدود الزواج، وقد حذر كلا من الجنسين من اتخاذ الأخدان. قال الله تعالى: [مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ] (المائدة: 5) وقال في شأن النساء: [مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ] (النساء: 25) والمكالمات والرسائل عبر النت تدخل فيما يسمى بالمخادنة، وعليه، فهذه العلاقة التي بينك وبين هذا الشاب هي مما لا يجوز، ولو لم تخرجا خلالها عما تسميها أنت حدود الشرع فهي تجازو لتلك الحدود في ذاتها، وراجعي فيها الفتوى رقم: 30194.
ويمكنك إقناع أهلك بالزواج ممن ترغبين فيه عن طريق توسيط أهل الفضل والصلاح والأقارب الآخرين، وتبيني لهم أن المعول عليه والمطلوب في مواصفات الزوج هو الدين والخلق لا الجنسية والمكانة الاجتماعية. روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعا: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. ولك الحق في رفض من أراد أهلك أن يزوجوه منك وأنت لا تريدينه زوجا، وراجعي فيه الفتوى رقم: 44474 .
ولا يمكن الجزم بأن المرأة ستتزوج في الجنة من شخص بعينه لم تكن زوجة له في الدنيا، والذي وردت به النصوص هو أنها تكون زوجة لمن كان زوجا لها في الدنيا، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 19824.
والله أعلم.