الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأم هي أحق الناس بحسن الصحبة، وبرها آكد من كل بر، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أمك، قال: ثم من، قال: أبوك. وفي حديث ابن ماجة عن معاوية بن جاهمة السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن الأم: ويحك الزم رجلها فثم الجنة.
ومع كل هذا التأكيد والحث على بر الأم فإن طاعتها في الأمور المحرمة لا تجوز، فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه. وفي رواية: لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل.
وبناء على جميع ما تقدم؛ فإذا كان السفر الذي تطلب منك أمك وأخواتك أن ترافقهن فيه مطلوبا شرعا كالسفر للحج أو لصلة الرحم أومباحا كالسفر للنزهة المباحة ونحو ذلك فاذهب معهن، ولا تسمح لهن بارتكاب المحرمات، فإن علمت أنهن يسافرن من أجل ذلك وكنت غير قادر على أن تحول بينهن وبين فعل ما حرم الله فلا تذهب معهن إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الله.
والله أعلم.