الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من العجز ويحذر منه، فقد كان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل. رواه البخاري ومسلم.
وكان يقول: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.
ثم إن حب الإنسان لأن يمدح بما فيه من خصال الخير والصفات الحميدة لا بأس به إذا كانت الصفات جبلية أو عادية أو تعبدية وقد عملها مخلصاً فيها، وأما فعل العبادة طلباً لمدح الناس، فإنه من الرياء المذموم.
وأما حب التفوق على الآخرين فلا حرج فيه إن لم يؤد للكبر أو العجب فقد حض الله على المسابقة في الخير فقال: فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ [المائدة:48]، وكان عمر يحب التفوق على أبي بكر رضي الله عنهما في الإنفاق في سبيل الله، وأما نيل الأجر على الأعمال الدنيوية فإنه يرجى حصوله لمن احتسب فيه الأجر عند الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وروى كعب بن عجرة أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان. رواه الطبراني وقال المنذري والهيثمي رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية في أمور الإخلاص ومدح الناس: 11255، 7515، 49482، 10396، 41236.
والله أعلم.