الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأوبرا وما شاكلها من الفنون الماجنة وما يصحبها ولا تنفك عنه في الغالب من المحرمات كالاختلاط وكشف العورات ونسج القصص الباطلة والرقص الآثم والغناء المصحوب بالموسيقى كلها أمور محرمة، ولا يسع المسلم امتهانها أو المشاركة في شيء من لوازمها، والمحاسب إذا قلنا بأنه بعيد عن هذه الأنشطة والأعمال الفنية فإنه ـ على الأقل ـ معين بمهنته تلك على هذه الآثام، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [سورة المائدة: 2]. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [سورة الطلاق: 3،2].
وأما الأب الذي وفر لابنه هذا العمل فإن مصاحبته بالمعروف والإحسان إليه واجبان لا يسقطان بشيء مما يفعله، ولكن طاعته في ارتكاب الحرام لا تجوز، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في المعصية إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
وبناء على ذلك؛ فإن على الابن أن يعتذر لوالده عن ممارسة هذه المهنة ولا يستجيب لرغبته فيها.
والله أعلم.