الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن هذا الفعل يتنافى مع الخشوع وهيبة حرم الله الذي يجب على المسلم أن يعظمه ويشغل قلبه ولسانه وجميع جوارحه في طاعة الله عز وجل والخضوع لعظمته في ذلك المكان وفي الطواف ببيت الله الحرام خاصة، فقد قال الله عز وجل: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ [الحـج:30]، وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحـج:32].
ولهذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم إذا أراد أحدهم دخول مكة المكرمة حرسها الله استعد لذلك نفسياً وبدنياً واغتسل ولازم الأذكار.
ولذلك تنصح هذه السيدة إذا أرادت دخول مكة المكرمة حرسها الله بأن تستعد لذلك وتستشعر في قلبها أنها قادمة على حرم الله الآمن وعلى أعظم بقعه وأشرف مكان وأن عليها الخضوع التام وما استطاعت من الخشوع وتكثر من الأدعية والأذكار مع استحضار المعنى في قلبها.
وعليها أن تكثر من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم وتستعين به على كل حال، وما دامت تؤدي المناسك على الوجه المطلوب، فإن عمرتها صحيحة وأداؤها للفرائض والنوافل وإحسانها إلى الناس لا شك أنه عمل جليل وخير عظيم تؤجر عليه وتشكر وستجد ثوابه عند الله عز وجل إن شاء الله تعالى، فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والله أعلم.