الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليكم بالنصح لأخيكم هذا، والدعاء له بالهداية. فقد قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ سورة غافر: 60]. وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [ سورة البقرة: 186].
وإذا وفقكم الله لهدايته وقيادته إلى الصواب والطريق المستقيم فلكم في ذلك من الأجر ما لا يعلم قدره إلا الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.
فإذا لم يفد فيه نصحكم له وبقي على ما كان فيه من عدم الالتزام، فإن كان في سلوكه وممارساته ما يخرجه من الملة فلا تسعوا له في الزواج لأن زواجه حينئذ بالمسلمات لا يصح، وإن كان لا يمارس ما يخرج به من الملة فلا مانع من السعي له في الزواج لأن الكفاءة وإن كانت مطلوبة فإنها ليست لا زمة لصحة النكاح في قول أكثر أهل العلم. وراجع في ذلك فتوانا رقم: 25637.
ولعل ظروف الأسرة وما تحتمه من أخلاق وانضباط واستقرار قد تجعل أخاكم يرعوي عن غيه.
والله أعلم.