الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لنا ولك الثبات والتوفيق وحب الله تعالى وحب رسله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
ولتعلم أن أغلى ما يملك المسلم وما يجب أن يحافظ عليه هو دينه، فإذا كان في مكان لا يستطيع فيه إقامته أو يخشى من الفتنة والانحراف فإن عليه الفرار بدينه إلى مكان ينجو فيه من الفتن، فالسلامة لا يعدلها شيء، والفرار إلى الله تعالى هو عين السلامة.
وعلى ذلك، فما دام انتقالك من مكان الفساد لا يؤدي إلى خروجك من البلد بالكلية، وبالإمكان أن تصل والديك وأرحامك في كل وقت، فإن عليك أن تنتقل عن مكان الفساد إلى مكان تقيم فيه دينك ولا تخشى من الفتنة.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرح حديث: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية. والمعنى أن الهجرة هي مفارقة الوطن التي كانت مطلوبة على الأعيان إلى المدينة انقطعت، إلا أن المفارقة بسبب الجهاد باقية، وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار الكفر والخروج في طلب العلم والفرار بالدين من الفتن، والنية في جميع ذلك.
ولقد أحسن من قال:
إذا شاع في أرض فساد ومنكر وليس بها ناه مطاع وزاجر
ففر ولا تصبح مقيما ببلدة يقل بها عرف وتفشو المناكر
فإن عقاب الذنب عند خفائه يخص وإن يظهر يعم المجاور
وهذا المعنى مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: وما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن فيه أسلافهم. رواه الحاكم والبيهقي.
وأما عن المفتين فهم لجنة من طلاب العلم الشرعي ممن تمرس على الفتيا والبحث العلمي المؤصل، وتتبنى منهج أهل السنة والجماعة في النظر والاستدلال، وفي التعامل مع المخالف من غير تعصب..
وأما عن فضيلة الشيخ محمد حسان حفظه الله فليس من ضمن أعضاء اللجنة، ولعلمكم الكريم فهذا الموقع موقع الشبكة الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف بدولة قطر.