الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقبلة في حق من يرى الكعبة هي عين الكعبة، ومن أي اتجاه صلى المسلم، فيصح ما دام أنه مستقبل عين الكعبة، بل حتى لو صلى بداخل الكعبة فله استقبال أي من جدرانها ولو إلى الباب.
قال الشافعي: فيصلي في الكعبة النافلة والفريضة، وأي الكعبة استقبل الذي يصلي في جوفها فهو قبلة... ولو استقبل بابها فلم يكن بين يديه شيء من بنيانها يستره لم يجزه. انتهى من الأم.
وقال النووي: وإذا صلى في الكعبة فله أن يستقبل أي جدار شاء، وله أن يستقبل الباب إن كان مردوداً أو مفتوحاً، وله عتبة قدر ثلثي ذراع تقريباً. انتهى
وأما وقوف الإمام الآن في الاتجاه المقابل لباب الكعبة فلعل سببه هو أن مقام إبراهيم في هذه الجهة، وقد قال الله عز وجل: وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [سورة البقرة: 125].
قال قتادة: إنما أمروا أن يصلوا عنده ولم يؤمروا بمسحه، وما يفعله الأئمة ليس لازماً، فقد كان الأئمة في العصور السابقة يصلون في أي مكان من المسجد، وحتى في العصر الحاضر فإن إمام التراويح يصلي تحت المظلة التي في اتجاه الركن اليماني.
والله أعلم.