الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما السلام بغير اللفظ العربي، بأن يسلم المرء على غيره بلغة عجمية فلا مانع منه ولو لقادر على العربية، إذ لم يرد نص يحتم أن يكون السلام باللفظ العربي، وراجع في هذا الفتوى رقم: 45861.
وإذا وصل الشخص كتاب فيه سلام فواجب أن يرد على المسلم فوراً باللفظ إذا قرأ الكتاب، وقد صرح بذلك الشافعية والحنابلة، وانظر كتاب الأذكار للنووي.
والأصل في هذا عموم قول الله عز وجل: وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [النساء:86]، وحديث الشيخين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله.
وأما جواب الرسالة فليس واجباً في الأصل إلا أن يكون ثمت ما يوجبه، كأن تتعلق بالرد عليها مصلحة أو دفع مفسدة ونحو ذلك، ومن سمع لفظ السلام في الراديو أو التلفاز أو أحد المواقع في شبكة الإنترنت فإن كان النقل مباشراً وجاء المسلم بلفظ شامل كالذي يقوله المذيع في التلفاز من نحو: أيهاالمستمعون والمشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مثلاً، فهذا يجب على كل من سمعه أن يرد عليه السلام، لأنه حينئذ داخل في الذين ألقى عليهم السلام، وإذا علم أن غيره قد رد هذا السلام سقط عنه الوجوب، لأن رد السلام إنما هو فرض على الكفاية.
وأما إن كان النقل غير مباشر كالبرامج المعادة، أو كان السلام موجها إلى معينين كما هو الحال في المسلسلات والقصص الممثلة ونحوها، فإن الرد غير واجب لأن المستمع حينئذ ليس هو المقصود.
ففي فتاوى الرملي: سئل عمن سمع سلام شخص ولم يقصده المسلم هل يجب على السامع في هذه الحالة الرد أو لا؟ فأجاب بأنه لا يجب على سامع السلام المذكور رد جوابه.
والله أعلم.