الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ترجحه الأدلة هو أن تغطية وجه المرأة واجب، فقد قال الله تعالى:
ويزداد الأمر تأكيداً إذا خشيت الفتنة في كشف الوجه، وبناء على هذا فالواجب عليك هو أن تستري وجهك، وإذا لم يكن ذلك مقبولاً عند أرباب العمل الذي تخدمين فيه، فالانتقال عنهم إلى الجهة الأخرى التي لا تحتم ترك النقاب واجب، إذ القاعدة أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولا تطيعي والديك فيما كان ينافي طاعة الله.
ففي الحديث الشريف: لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف. رواه الشيخان. من حديث علي.
وأما الكيفية التي تجمعين بها بين طاعة الله وإرضاء الوالدين فهي بسيطة إن يسرها الله، فعليك بالمبالغة في التودد لهما والتقرب منهما والإحسان إليهما، فإن ما كان لهما من وجوب البر والإحسان لا ينقصه أمرهما بما فيه معصية، فقد قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً (لقمان: من الآية15)، ولا تترددي في الذهاب إلى الجهة الطبية التي تقبلك متنقبة، وبطول التقرب لهما والتودد فسيألفان منك العمل الجديد ويرضيان به.
والله أعلم.