الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أول ما يجب عليك فعله هو أن تنهى صديقك هذا عن تعاطي الخمر قياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
فمره أولاً أن يكف عن تعاطي الخمر التي هي أم الخبائث، وذكره بالله عز وجل وبشديد عقابه وبأنه مسلم فعليه أن ينقاد لأمر الله عز وجل ونهيه، فإن أصر على شربها ولم ينفع فيه وعظ ولا تذكير، فإننا ننصحك بمفارقته والبحث عن مسكن آخر، فإن تعذر ذلك ولم يكن لك بد من المقام معه فنرجو أن لا يكون عليك إثم إن شاء الله، إلا أنه يحرم عليك أن تجلس معه على المائدة حال شربه للخمر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر. رواه الطبراني، وعند الترمذي والنسائي: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر.
وأما استعماله لأدوات الطبخ أو الشرب في شرب الخمر، فإن كنت قادراً على أن تستقل بأدوات خاصة بك وتمنعه من استخدامها في الحرام فهذا أولى، وإن لم تكن قادراً على ذلك فلا بأس من استعمالها بعد غسلها، ودليل ذلك ما رواه أبو داود في صحيحه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر، فقال صلى الله عليه وسلم: إن وجدتم غيرها فكلوا فيها واشربوا -أي في غيرها- وإن لم تجدوا غيرها فارحضوها -أي اغسلوها- بالماء وكلوا واشربوا. والحديث رواه البخاري بلفظ: فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها وإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها. ومن المناسب أن نحيلك إلى الفتوى رقم: 45909، والفتوى رقم: 51334.
والله أعلم.