الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خير الجزاء على حبك للخير وإعانة المحتاجين، ونسأل الله جل وعلا أن يكتب أجرك ويزيدك من فضله.
أما ما سألت عنه وهو التصدق من مال أبيك وأخيك بغير إذنهما فاعلم أنه لا يحل لك ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه الدار قطني وأحمد، وصححه الألباني.
ولأنه لا يحصل لهما ثواب الصدقة إلا بأن يتصدقا بأنفسهما أو يوكلاك بذلك، فتصدقك من مالهما بغير إذنهما محرم.
ولا يحل لك أيضا الكذب عليهما بقولك صرفته للمسجد، بل الواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل من هذا الفعل وخصم هذا المبلغ من حصتك أو إرجاع المال أو إخبارهما بالحقيقة وهي أنك صرفت هذا المال للمحتاجين من طلبة العلم أو للمتقدمين للزواج من الفقراء، فإن رضيا بذلك فهو المطلوب. ونسأل الله عز وجل أن يوفقهما ويثيبهما على ذلك، وإن لم يرضيا به وجب عليك رد مالهما إليهما تاما غير منقوص، والله عز وجل يكتب لك أجر ما أنفقت، وإذا أردت في المستقبل أن تتصدق على طلبة العلم أوغيرهم فتصدق من مالك الخالص.
والله أعلم.