الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل العلم في ابتداء الكفار بالسلام، لما اختلف في ذلك من الأدلة، روى مسلم وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام... الحديث، قال النووي في شرح مسلم: النهي للتحريم، فالصواب تحريم ابتدائهم.
واحتج القائلون بابتدائهم بالسلام، بقول الله تعالى حكاية عن إبراهيم لأبيه: سلام عليك، وقال تعالى: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ {الزخرف:89}، وقال بعض أهل العلم إن السلام عليهم يجوز لحاجة، وراجع في هذا فتوانا رقم: 17051.
والأحسن أن يقال لهم سلام على من اتبع الهدى، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب في رسائله إلى هرقل وغيره، هذا فيما يتعلق بالسلام على الكافر، وأما أن يكون ذلك بغير العربية فالصحيح من أقوال أهل العلم أن السلام يجوز بغير اللغة العربية لمن يقدر على العربية، وراجع فيه الفتوى رقم: 51602.
وإذا صح السلام بغير العربية على المسلم، فالكافر -عند من يقول بجواز ابتدائه بالسلام- أولى بأن يسلم عليه بغير العربية.
والله أعلم.