الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم مطالب بأن يتوخى الحلال في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه، قال الله تعالى: كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ {البقرة:57}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
وقد قسم أهل العلم حائز المال الحرام إلى قسمين: قسم يحرم التعامل معه والأكل عنده، وهو من كان كل ماله من الحرام الصرف، وقسم اختلفوا فيه، وهو من كانت أمواله تضم الحلال والحرام، فمنهم من أباحه إذا غلب الحلال، ومنهم من منعه إذا غلب الحرام، ومنهم انتهج فيه نهج الكراهة للتنزيه، وراجع في هذا الفتوى رقم: 7707، والفتوى رقم: 6880.
وعليه.. فإذا كان الوالد يحتاج إلى مساكنتك أو الوالدة لعجزهما عن القيام بشؤونهما، فالواجب أن تعود إليهما لأن ما ذكرته عن مال أبيك يفيد أن نسبة الحرام فيه ليست غالبة، والأكل منه حينئذ يدور بين الإباحة والكراهة التنزيهية، وبر الوالدين والإحسان إليهما واجب، ولا مقارنة بين القيام بالواجب وترك المكروه أو ما هو خلاف الأولى.
وإن كانا في غنى عن سكناك معهما، فلا مانع من أن تبقى على الكيفية التي أنت فيها وتخلص لهما في النصح والمعاملة.
والله أعلم.