الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل العلم في حكم العطور التي تحتوي على كحول، هل يجوز استعمالها أم لا يجوز؟ ومنشأ الخلاف أمران:
الأول: هل الكحول الموجود في العطور مسكر أم لا؟ وبعبارة أخرى: هل هذه العطور قد خلطت بما لو شرب لأسكر طربا أم لا؟.
الثاني: هل الخمر نجسة أم لا.
والراجح في ذلك أن الكحول الموجود في العطور مسكر، وأنه من جنس ما هو موجود في الخمر، وأن الخمر نجسة، وكذلك كل مسكر مائع، وهو قول الجمهور، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}.
وعلى هذا فالراجح في العطور التي فيها كحول عدم جواز الاستعمال ولو أضيف إليها ما يمنع شربها، لأن عدم جواز الاستعمال يرجع إلى نجاستها، وهي باقية، وهذا ما لم تستحل استحالة كاملة أثناء التصنيع، فإن استحالت إلى ما لا يسكر فالراجح عدم النجاسة.
وأما العطور التي كتب عليها أنها خالية من الكحول فإن الأصل عدم وجود الكحول فيها وللشخص استعمالها حتى يثبت أن فيها كحولا وأن ما كتب عليها تلبيس على الناس وترويج كاذب للسلعة، وفي هذه الحالة يجب الابتعاد عنها ولا أثر لوجود تلك العبارة عليها.
والله أعلم.