الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نر أحدا من أهل العلم ذكر هذا الأمر، وقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. فهذا الدعاء الذي علمه الرسول لأبي بكر لم يذكر له أنه خاص به ولا بأسرته، ولم يخصصه أبو بكر بأهله؛ بل علمه للناس، فرواه عنه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
وأما علي فقد صح عنه أنه قيل له: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: ما خصنا بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة مكتوب فيها: لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثا. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني والأرناؤوط. وفي رواية لمسلم أنه قال له رجل: ما كان النبي يسر إليك؟ فغضب وقال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئا يكتمه الناس غير أنه حدثني بكلمات أربع، فقال: ما هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من غير منار الأرض. وهذا صريح من علي أنه لم يخصه ولا أهله بشيء، وحتى هذه الصحيفة لم تكن خاصة بهم فلذا أبرزها علي للناس وعلمهم ما فيها.
والله أعلم.