الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الواجب على الأخ المذكور أن يتوب إلى الله تعالى أولاً بأن يقلع عن الذنوب التي يرتكبها ويندم على صدورها منه ويعزم على ألا يعود إليها ـ فبذلك تتم توبته، ففي الحديث التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه. أما صدقته عن أبيه فإنها مطلوبة منه وهي مقبولة إن شاء الله تعالى لأن المسلم ما دام يوحد الله تعالى ويصلي فإن صدقته تقبل منه، وإنما الشرك هو الذي يمنع قبول الصدقة من الشخص، قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره الجامع لأحكام القرآن عند قوله تعالى في سورة المائدة : إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{المائدة: 27}، قال ابن عطية: المراد بالتقوى هنا اتقاء الشرك بإجماع أهل السنة، فمن اتقاه وهو موحد فأعماله التي تصدق فيها نيته مقبولة، وأما المتقي للشرك والمعاصي فله الدرجة العليا من القبول والختم بالرحمة. انتهى بلفظه. وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم : 32151 ، 8042 ، 25888 . والله أعلم.