الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا ريب أن أكل أموال الناس بالباطل ذنب عظيم وكبيرة من الكبائر تؤول بصاحبها إلى الإفلاس الحقيقي في الآخرة، وإن كان ظاهره في الدنيا الغنى. وفي الحديث: أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، و ضرب هذا، فيقضى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذت من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. رواه البيهقي. فالواجب على من أكل أموال الناس بالباطل والحيل المحرمة سرعة التوبة إلى الله عز وجل وردَّ الأموال إلى أهلها قبل أن لا يكون درهم ولا دينار؟ ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم. فالمقصود أن الواجب عليك دفع أجرة محل هذا الشخص لأنها حق استحق له، فلزمك بذلها له، ومقاضاته لك لاستيفاء حقه صحيحة. كما يجب على الشخص الذي نصب عليك ردّ مالك، ولك أن تقاضيه أيضاً حتى يرد ما أخذ منك.