الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الملائكة خلقوا لعبادة الله وطاعته والخضوع المطلق لأوامره سبحانه، لذلك فهم معصومون. قال الله تعالى: لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{التحريم:6}، وقال تعالى: وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ {الأنبياء:19}، وقال: فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ {فصلت: 38}. وقال: جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا {فاطر: 1}.
أما ملائكة اليمين والشمال فهم الملائكة الحفظة الموكلون بكتابة أعمال بني آدم، وهؤلاء هم المعنيون بقوله:
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ {الإنفطار:10-11}، وقوله: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ {ق: 17}. قال ابن جريج: ملكان أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، وملك عن يساره يكتب السيئات، وهؤلاء الملائكة يتعاقبون على العبد ليلا ونهارا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار، يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون. متفق عليه عن أبي هريرة. وأخرج ابن زمنين في السنة عن الحسن قال: الحفظة أربعة يعتقبونك: ملكان بالليل وملكان بالنهار، تجتمع هذه الأملاك الأربعة عند صلاة الفجر. اهـ. قال ابن حبان: في هذا الخبر بيان واضح بأن ملائكة الليل إنما تترك الناس في صلاة العصر،وحينئذ تصعد ملائكة النهار.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل وحافظين في النهار، يحفظان عمله ويكتبان أثره. اهـ.
ومما سبق بيانه نعلم أن ملائكة الليل غير ملائكة النهار. قال النووي: قال عياض: الأظهر وقول الأكثرين أن هؤلاء الملائكة هم الحفظة. اهـ.
وللمزيد عن المعلومات الخاصة بالملائكة راجع كتاب "الحبائك في أخبار الملائك".
والله أعلم.