الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الله تعبدنا بتلاوة كتابه وحفظه والعمل به، فإذا حقق العبد جميع هذا فقد قام بما يجب عليه، وسيكرمه الله ويكرم والديه إذا قبل عمله إن شاء الله. ففي الحديث: من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوءه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. رواه الحاكم وحسنه الألباني في صحيح الترغيب. ثم إنه قد تعبدنا بتعليمه ورغبنا فيه، ويدل لذلك ما في حديث البخاري: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. فحاول أن يكون لك نصيب من تعليم القرآن، فابذل فيه من طاقتك ووقتك ومالك ما تيسر. فإذا كسل العبد عن العمل بما تعلمه فلا شك أنه على خطر، ولكن لا ينبغي أن يجمع ترك العمل بالقرآن وترك التلاوة؛ بل عليه أن يكثر من التلاوة لعل زواجر القرآن ترقق قلبه، وتدفعه إلى العمل بالقرآن. وعليه أن يستعين بأسباب الهداية والدعاء وكثرة المطالعة في الترغيب والترهيب وصحبة أهل الخير. وأما قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت فالراجح جوازه، إلا أن المحظور الذي يجب البعد عنه هو الاجتماع عند أهل الميت للتلاوة فقد عده السلف من النياحة. وراجع الفتاوى التالية ارقامها: 3406 ، 47920 ، 630 ، 19297.