الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على كل واحد من الزوجين أن يبين للآخر ما فيه من العيوب الخَلقية قبل الزواج حتى يكون الطرف الثاني على بصيرة من الأمر، لأن هذا أقطع للنزاع وأدعى للوئام بينهما، ولا يجوز الغش وكتمان العيب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن غشنا فليس منا. رواه مسلم.
ولكن العيوب ليست على مستوى واحد، فالعيوب التي تمنع الوطء كالرتق والقرن والجب والخصاء والعنة ونحوها، والعيوب المنفرة أو المعدية كالجذام والبرص والباسور والناسور والقروح السيالة في الفرج ونحوها، والعيوب التي تمثل أمراضاً خطيرة يمكن انتقالها إلى الزوج أو الأولاد كالإيدز ونحوه، هي العيوب التي لا يجوز كتمانها، لأن الزوج إذا عقد ولم يكن على علم بها فله الخيار إذا علم بها في فسخ النكاح وإمضائه.
أما العيوب الخفية التي لا تنفر منها النفس والتي يمكن أن تعالج عند الطب فيمكن أن لا يخبر بها الطرف الآخر، مع أن الإخبار بها أحوط لقطع النزاع.
وعليه؛ فإنك لست مخطئة فيما أردته من تجنب الغش، ولكنك لو كتمت ما ذكرته من عدم ترجمة مخك من ناحيته اليسرى للكلام، وأنت تسمعين جداً، لما كان في ذلك غش، وقد لا تكون مسألة الترجمة هذه صحيحة طالما أنك تسمعين جيداً، وعلى أيه حال فما دمت قد استخرت الله في الموضوع، فلن تجدي إلا خيراً. وأما مسألة الرؤى وما كنت تشاهدينه، وقول أبيك إن هذا هو الذي تتزوجينه، وحلمك بالآية الكريمة، وأحلامك باليهود، فكلها أمور لا تنبني عليها أحكام، وغاية ما فيها أنها تكون أحياناً مبشرات، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح وأن يصلح أحوالك.
والله أعلم.