الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاختلاط في الجامعات بين الرجال والنساء حرام، ولا يخفى خطره، وهل كان يظن مسلم صادق غيور أن هذه الأمة المجاهدة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، وجعلها شاهدة على سائر الأمم، هل كان يظن أنه سيئوول بها الحال إلى أن يجلس شبابها بجوار بناتها في الجامعات؟؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ونقول لهذا الطالب: إن كنت مضطراً لنيل الشهادة الجامعية أو تحتاجها احتياجاً شديداً كأن يتعذر حصولك على عمل بدونها فيجوز حينئذ أن تكمل دراستك في هذه الجامعة المختلطة بشروط منها: أن لا تحضر من المحاضرات إلا ما كان ضرورياً لنجاحك، وتخرج لتوك بعد الانتهاء منها، وأن تجتنب النظر والكلام مع النساء، وأن لا تجلس بقربهن، وأن تختار رفقة صالحة تعينك على غض البصر وحفظ الفرج، وأن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة.
ولكن إن كنت تخشى على نفسك من الفتنة وضعف الإيمان فاترك الدراسة فوراً، والسلامة لا يعدلها شيء، واعلم أنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
وأما الرزق فأمره موكول إلى الله، وقد ضمنه الله حتى للحيوانات والطيور، قال صلى الله عليه وسلم: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً. رواه البزار وابن حبان وصححه، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
والله أعلم.