الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنتم صنعاً باهتمامكم بهذه الفتاة ورعايتكم إياها وحرصكم على تعليمها أمور دينها، ولكم في ذلك الأجر العظيم من الله بإذن منه سبحانه، ولعل من تمام الإحسان إليها إن كانت ذات دين وخلق، أن توافقوا على زواج ابنكم منها، ولا سيما مع ما ذكرتم من تعلق ابنكم بها، ومعرفته لحالها، واستعداده للصبر عليها وعلاجها والإحسان إليها، ولكن ننبه إلى أنه يشترط إذن وليها بحضوره بنفسه أو توكيل من يتولى تزويجها بتوكيل شرعي موثق.
وأما إن كانت هذه الفتاة غير مرضية الدين والخلق فلا ينبغي له الزواج منها، وينبغي أن تحاولوا إقناعه بشتى السبل، ومن ذلك إبداء حرصكم على مصلحته وبيان الأسباب التي دعتكم إلى رفض زواجه منها، ومن الممكن أيضاً اختيار شخص مناسب ممن يثق فيه، ويقبل كلامه، وليكن رجلاً صالحاً ليقنعه ويبين له وجوب طاعته والديه في هذا الأمر، وأن تلك الرؤيا التي رآها لا يتعلق بها حكم.
ولعل من أهم ما تستعينون به دعاء الله سبحانه، لا سيما وأن دعوة الوالد لولده مستجابة، روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم.
وننبه إلى أمرين:
الأول: أنكم ربما أتيتم من قبل التساهل في أمر الاختلاط، فترتب على ذلك افتتان ابنكم بها، فإن كان الأمر كذلك فالواجب التوبة والحذر في المستقبل.
الثاني: أن الإقامة في بلاد الكفر فيها كثير من المخاطر على المسلم، فلا تجوز إلا لضرورة أو حاجة وتراجع الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.