الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا اضطررت إلى فتح حساب في البنوك الربوية، وجب أن يكون ذلك الحساب جارياً (أي لا فائدة تترتب على المال المودع فيه)، لأن الضرورة تقدر بقدرها، ومتى أمكن تفادي الضرورة دون الوقوع في الربا وجب ذلك لقول الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ {البقرة:173}.
فإذا لم يمكن قضاء هذه الضرورة إلا بفتح حساب التوفير جاز للضرورة، ووجب التخلص من أي فوائد ربوية تترتب على المال الموجود في الحساب، مع وجوب سحب أي مبالغ فيه عند القدرة على ذلك لئلا تترتب عليها فوائد ربوية أصلاً، هذا إذا بلغ المرء حالة الاضطرار، أما في حال السعة والاختيار فلا يجوز التعامل مع البنوك الربوية أصلاً لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
ولا شك أن إمداد هذه البنوك بالأموال بفتح حساب لديها من أقوى الإمداد لها على الاستمرار في حرب الله ورسوله، وراجع الفتوى رقم: 1388.
والله أعلم.