الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في إنتاج الورود ونباتات الزينة أو بيعها إذا كانت تباع بسعر مناسب لا يدخل مشتريها في حيز الإسراف والتبذير، وإلا حرم بيعها، لأن البيع حينئذ يدخل في الإعانة على المعصية، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. وهذه الورود ونباتات الزينة وإن كانت لا تدخل في تغذية الإنسان فهي تدخل في تلبية حاجة فطرية من حاجاته وهي التمتع برؤية المباحات الجملية والذي يكسب الإنسان راحة نفسية، ولذا امتن الله علينا بما جعل في الكون والأحياء من الجمال والزينة فقال تعالى: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ{الملك: 5}. وقال تعالى في الأنعام: وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ {النحل: 6}. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس.
والله أعلم.