الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن تطلع النفس لما هو أنفع لها في دنياها وأخراها أمر محمود شرعاً، فقد روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. ولا يعتبر هذا عدم رضا بالقدر، وبما قسمه الله للإنسان، لأن الله قدر المقادير بأسبابها، فقدر النجاح بالجد والمذاكرة والري بالشرب والولد بالوطء، وهكذا فلو طمع الإنسان إلى منزلة دينية أو دنيوية مباحة وعمل من أجل ذلك ووصل إليها فهو بقدر الله. ولا يجوز ترك العمل اتكالاً على القدر لأن ما في اللوح المحفوظ لا يعلمه إلا الله. قال الحافظ في الفتح: وفي الأمل سر لطيف لأنه لولا الأمل ما تهنى أحد بعيش ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا، وإنما المذموم منه الاسترسال فيه وعدم الاستعداد لأمر الآخرة، فمن سلم من ذلك لم يكلف بإزالته. اهـ.