الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يلزمك طاعة أمك إذا منعتك من الزواج إذ ليس من برها امتناعك عن الزواج، فإن كنت قادراً على تكاليف الزواج وتخشى على نفسك العنت والوقوع في الحرام ـ فإن الزواج يكون في حقك واجباً، ولا تجوز لك طاعة أمك في تركه والحالة هذه، وانظر الفتوى رقم: 3011. وعلى ذلك، فليس لأمك أن تمنعك من الزواج، ولك أن تخالفها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري، وقال أيضاً: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وغيره. ولكن تلطف بأمك، واجتهد أولاً في إقناعها، واستعن عليها بالله تعالى، واسأله أن يشرح صدرها لأمر زواجك، وعدها صادقاً أنك لن تقصر في حقوقها أبداً بعد زواجك. ولك أن تدخل وسيطا بينكما ممن ترضاه أمك ويكون له تأثير عليها، فيستعطفها ويطمئنها، وانظر الفتوى رقم: 23084. ولتتذكر حقوق الأمهات انظر الفتاوى: 17754 ، 11649 ، 15008.
والله أعلم.